كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 3)

وذكر ابن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما من أهل السّير , أنّ المسلمين بلغهم , وهم بأرض الحبشة أنّ أهل مكّة أسلموا، فرجع ناس منهم عثمان بن مظعون إلى مكّة فلم يجدوا ما أخبروا به من ذلك صحيحاً، فرجعوا، وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وهي الهجرة الثّانية.
وسرد ابن إسحاق أسماء أهل الهجرة الثّانية , وهم زيادة على ثمانين رجلاً.
وقال ابن جرير الطّبريّ: كانوا اثنين وثمانين رجلاً سوى نسائهم وأبنائهم، وشكّ في عمّار بن ياسر هل كان فيهم , وبه تتكمّل العدّة ثلاثة وثمانين، وقيل: إنّ عدّة نسائهم كانت ثماني عشرة امرأة.
قوله: (إنّ أولئك) بكسر الكاف , ويجوز فتحها.
قوله: (فمات) عطف على قوله " كان " وقوله " بنوا " جواب " إذا ".
قوله: (بنوا على قبره مسجداً) فيه إشارة إلى نهي المسلم عن أن يُصلِّي في الكنيسة فيتّخذها بصلاته مسجداً. والله أعلم.
قوله: (ثم صوّروا فيه تلك الصّور) الصور بضم المهملة وفتح الواو جمع صورة، وحكي: سكون الواو في الجمع أيضا. وللبخاري " تيك الصّور " بالياء التّحتانيّة بدل اللام، وفي الكاف. فيها وفي أولئك , ما في أولئك الماضية.
وإنّما فعل ذلك أوائلهم ليتأنّسوا برؤية تلك الصّور , ويتذكّروا

الصفحة 475