كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 3)
محمّد من خبز مأدوم ثلاثاً. أخرجه البخاري، وفيه أيضاً من حديث أبي هريرة " اللهمّ اجعل رزقَ آلِ محمّدٍ قوتاً " , وكأنّ الأزواج أفردوا بالذّكر تنويهاً بهم. وكذا الذّرّيّة.
القول الرابع: المراد بالآل ذرّيّة فاطمة خاصّة. حكاه النّوويّ في " شرح المهذّب "
القول الخامس: هم جميع قريش. حكاه ابن الرّفعة في " الكفاية ".
القول السادس: المراد بالآل جميع الأمّة أمّة الإجابة.
وقال ابن العربيّ: مال إلى ذلك مالك. واختاره الأزهريّ , وحكاه أبو الطّيّب الطّبريّ عن بعض الشّافعيّة , ورجّحه النّوويّ في شرح مسلم، وقيّده القاضي حسين والرّاغب بالأتقياء منهم، وعليه يحمل كلام من أطلق.
ويؤيّده قوله تعالى (إنْ أولياؤه إلاَّ المتّقون) , وقوله - صلى الله عليه وسلم -: إنّ أوليائي منكم المتّقون (¬1).
وفي " نوادر أبي العيناء " إنّه غضّ من بعض الهاشميّين , فقال له: أتغضّ منّي وأنت تصلّي عليّ في كلّ صلاة في قولك: اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد، فقال: إنّي أريد الطّيّبين الطّاهرين , ولست منهم.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (75) والحاكم في " المستدرك " (2/ 358) وصحَّحه من حديث رفاعة بن رافع - رضي الله عنه -.
وأخرجه أيضاً البخاري (897) من حديث أبي هريرة. وأعلَّه الدارقطني في العلل بالارسال.