كتاب تفسير القرآن من الجامع لابن وهب (اسم الجزء: 3)

56 - قال: وأخبرني ابن لهيعة عن غير واحدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوماً: قد أنزلت آيةٌ عظيمةٌ، فقالوا: وكيف، يا رسول الله، فقال: ما كنت بدعا من الرسل وما كنت أدري ما يفعل بي ولا بكم؛ فبكوا وقالوا: لا تدري، فقال: لا، والله؛ فأنزل الله: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}، حتى بلغ: {ويهديك صراطا مستقيما}؛ قالوا: قد بين الله لك، يا رسول الله، فكيف بنا، فبكوا بكاء شديدا، فقال: إن لكم ربا رحيما، فأتمها الله رحمةً منه: {وهو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم}، حتى بلغ: {وكان ذلك عند الله فوزا عظيما}، فكبروا الله وحمدوه.
57 - وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ وَاهِبٍ الْمَعَافِرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أُقْرِئُهُ المصمدة، فَقَالَ رجلٌ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَقْرَأَهُ رَسُولُ اللَّهِ سُورَةَ يُونُسَ؛ ثُمَّ قَالَ: مَنْ أُقْرِئُهُ الْمحلية، فَقَالَ رجلٌ أَنَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، -[36]- فَأَقْرَأَهُ طَهَ؛ ثُمَّ قَالَ: مَنْ أُقْرِئُهُ الْمُحَبِّرَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا؛ فَأَقْرَأَهُ: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حينٌ من الدهر}.

الصفحة 35