كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 3)

قامت اللجنة بزيارة (عنابة) وتجولت في بعض مناطقها التي أصبحت خاضعة للإفرنسيين. وفي 4 تشرين الأول - أكتوبر - ذهبت إلى مدينة (وهران) وتجولت في ضواحيها. وزارت خليج (أرزيو في 15 تشرين الأول - أكتوبر -. وحاولت زيارة (مستغانم) غير أنها لم تتمكن من ذلك. وفي 16 من الشهر المذكور، زار بعض أعضاء اللجنة مدينة (بجاية) التي كان الإفرنسيون قد استولوا عليها حديثا. وأخيرا عادت اللجنة إلى مدينة الجزائر في 23 تشرين الأول - أكتوبر -، لتبدأ في اليوم التالي جلساتها التي بلغ عددها (30) جلسة. تمت خلالها مناقشة الموقف من كل النواحي. وكانت العلاقات مع العرب هي أساس البحث فطرحت مناقشة الموقف من ثلاث زوايا:
1 - اتباع سياسة المهادنة - اللين - مع العرب حتى يمكن دمجهم في المجتمع الأوروبي الجديد.
2 - مواصلة الحرب ضدهم دونما أي هوادة حتى تتم إبادتهم أو دحرهم وإبعادهم عن المناطق التي احتلتها القوات الإفرنسية أو التي ستقوم باحتلالها.
3 - إحلال التشريعات الإفرنسية محل التشريعات المحلية بهدف إبعاد العرب تدريجيا عن المناطق التي تدخل تحت السيطرة الإفرنسية.
تلخصت أفكار اللجنة الإفريقية ووجهات نظرها بالتالي:
1 - أن السلطة الإفرنسية بالجزائر غير ملزمة بالاتفاقات التي يتم عقدها مع الوطنيين الجزائريين باعتبار أن هذه الاتفاقات والمعاهدات تدخل في إطار (استراتيجية الحرب وليست سلاما دائما).
2 - من المحال أن تطبق فرنسا النظام الذي كانت تتبعه الإدارة العثمانية، لأن الأتراك كانوا على دين العرب ولهم نفس العادات

الصفحة 155