كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 3)

مجاهدة بكل قدراتها على إحباط مخططات أعداء الدين - مختارة في كل مناسبة الطرائق المناسبة، فإذا كانت قد عجزت عن إيقاف الزحف الصليبي على الجزائر المحروسة إلا أنها لم تعجز عن ازدراء هؤلاء الصليبيين (بالسلبية والصمت).
8 - وكما كان شعب الجزائر المجاهد هو المحرض على الجهاد، وهو الذي يوجه التيار أمام القادة في عهود النصر (أيام الأتراك العثمانيين ضد الإسبانيين، وخلال أعمال الجهاد في البحر). فقد بقي هذا الشعب هو المحرض على الجهاد أيام الانتكاسات والهزائم؛ إذ انه كان يتحرك خلف القيادات الأكثر إخلاصا والأكثر إلتزاما بحمل أعباء الجهاد في سبيل الله. وهذا ما يفسر على سبيل المثال قدرة (باي قسنطينة) على الصمود طويلا، رغم كل الظروف الصعبة التي كانت تحيط به. وعلى الرغم من كل
المؤامرات الداخلية والخارجية.
قد يكون من المثير بعد ذلك ملاحظة هذه العوامل، ومراقبة تطوراتها عبر الصراع الطويل الذي خاضته الجزائر المجاهدة طوال ليل الاستعمار.
لقد انتصرت فرنسا في الجولة الأولى، وأسقطت (الداي حسين باشا) غير أنها لم تتمكن من الانتصار على شعب الجزائر. وتمكنت من تمزيق القيادات الجزائرية، غير أنها لم تتمكن من تمزيق الشعب الجزائري. ونجحت في تكوين فئة من العملاء، غير أنها لم تتمكن من تحطيم ما يملكه الشعب من أنفة وكبرياء ودمرت المساجد الإسلامية غير أنها لم تتمكن من إضعاف المسلمين ونهبت ثروات الجزائر

الصفحة 170