كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 3)

يتقن الإفرنسية:. فسأله حسن باشا عن سبب عدم رد ملك فرنسا على رسالته. فما كان من (دوفال) إلا أن أجابه محتدا: (ليس من العادة أن يخاطب الملك من هو أدنى منه بدون وساطة) ففهم منها الباشا أن ملك فرنسا لا يتنازل لإجابته، فاشتد غضبه وثارت ثائرته لهذه الإهانة، وصاح بالقنصل مشيرا بمروحة من ريش النعام كانت بيده (أخرج من هنا!) وبتلك الإشارة لمست أطراف المروحة وجه القنصل. فعظم هذا الأمر على (دوفال) الذي خرج صاخبا متوعدا، وطير إلى فرنسا برقية ينبىء حكومته بما جرى له، وكيف لطمه الباشا بمروحة على وجهه، فأتاه الأمر بمبارحة الجزائر حالا فهيأ أمتعته وغادر الجزائر ورافقه أكثر الإفرنسيين المقيمين هناك (¬1) فلما رأى الداي ما فعلت فرنسا بنقل رعاياها، أدرك أنها لا بد لها من أن تحاربه، فأصدر أمره بالقبض على من بقي من الإفرنسيين في بلاده، وضبط أملاكهم، وخرب قلعة - دي كار - الفرنسية. فأعلنت فرنسا الحرب على الجزائر في 16 من حزيران - يونيو - سنة 1827 م.
¬__________
(¬1) جاء في تاريخ الجزائر الحديث - بداية الاحتلال - الدكتور أبو القاسم سعد الله - الجامعة العربية 1970 - القاهرة، ما يلي: (وأمر الباشا القنصل بالخروج، وعندما لم يتحرك، ضربه بالمروحة التي كانت بيده. وادعى دوفال في تقريره إلى حكومته بأنه ضربه ثلاث مرات , أما الباشا فقال بأنه ضربه لأنه أهانه. وتذهب رواية أخرى إلى أن الضرب لم يقع أصلا ولكن وقع التهديد بالضرب - وفي حاشية المصدر المذكور ص 20 - يقر خوجة - حمدان عثمان مؤلف كتاب - المرآة -: بوقوع ضربة المروحة، ولكنه يلقي المسؤولية على دوفال).

الصفحة 182