كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 3)

البحر، ونصح بدلا من ذلك أن تكون الحملة برية، والاستيلاء قبل كل شيء على قلعة (مولاي حسن) المعروفة بقلعة (الإمبراطور) لأنها تشرف على المدينة. واقترح بأن يتم الإنزال في (سيدي فرج) لخلوه من المدافع والجنود. وكان من رأيه بأن أفضل وقت لتنفيذ الحملة هو في الفترة ما بين أيار وحزيران (مايو ويونيو) وألا تتجاوز مدة الحملة الشهر الواحد. ولكن انشغال نابليون في قمع (الثورة الإسبانية) ثم بالحملة على روسيا، وضعف الأسطول الإفرنسي، ثم سقوط نابوليون، كل ذلك أعاق تنفيذ الحملة. عينت فرنسا قنصلا جديدا لها في الجزائر، وهو بيير دوفال، وذلك في 28 آب - أغسطس - 1815 وقد حمل إلى الباشا هدايا تقدر بمبلغ (112,924) فرنك، تضم مجوهرات وساعات وأقمشة وأسلحة. ومقابل ذلك، أعاد الباشا إلى فرنسا الامتيازات التي فقدتها، وكان ذلك في 17 آذار - مارس - 1817 (إثر حملة اللورد اكسموث على الجزائر) (¬1) وتساهلت الجزائر فخفضت مقدار الضريبة السنوية المقررة على فرنسا من (300) ألف فرنك إلى (118) ألف فرنك. وكان القنصل الإفرنسي الجديد (دوفال) ابنا
¬__________
(¬1) اكسموث: (SOVIETSK) أميرال إنكليزي، من مواليد دوفر (1833 - 1757 م) وتولى قيادة القوات العليا البحرية في الهند سنة 1803، ثم قاد الأسطول الإنكليزي للهجوم على الجزائر وتدمير أسطولها سنة 1816، وهو الهجوم الذي وصفه الكتاب (المقاومة المسلحة الجزائرية: 1830 - 1920) والصادر عن وزارة الدفاع الوطني الجزائرية سنة 1974 بما يلي في ص 15 - 16: (وصل الأسطول الإنكليزي الهولاندي إلى الجزائر يوم 27 آب - أغسطس - 1816. واشتبك مع الأسطول الجزائري في معركة استمرت أحد عشر ساعة وثلاثة وعشرين دقيقة. انتهت بإحراق كامل البواخر والسفن التجارية الجزائرية. ووصف قائد الحملة اكسموث لمعركة بما يلي: لم أعرف عدوا في حياتي يقاتل بمثل هذه الضراوة).

الصفحة 53