كتاب الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم (اسم الجزء: 3)
مصادر القوة
المقصود بالقوة هو القدرة على التأثير في الأهداف المطلوبة، وتغيير سلوك الآخرين عند الضرورة. وعلى سبيل المثال فقد ردعت القوة العسكرية لحلف الناتو رئيس صربيا (سلوبودان ميلوسووفتش)، ودفعت الوعود بالمساعدات الاقتصادية حكومة صربيا إلى تسليم (ميلوسوفتش) إلى محكمة لاهاي. فالقدرة على الحصول على الأهداف المطلوبة تتحقق بالقوة الصلبة العسكرية, أو الناعمة الثقافية والاقتصادية. وترتبط القوة بالموارد، ولذلك فإن فهم القوة يقتضي فهم الموارد، فتكون المحصلة التطبيقية لفهم القوة ومصادرها بالنسبة للدولة هي امتلاك عناصر معينة امتلاكاً متفوقاً أو مؤثراً, مثل السكان, والإقليم الجغرافي, والموارد الاقتصادية الطبيعية, والتجارية, والقوة العسكرية, والاستقرار السياسي. وتكون في أحيان كثيرة موارد أو مصادر قوة معينة, هي سر القوة والتأثير, مثل: الصناعة القائمة على الطاقة البخارية, والسيطرة البحرية البريطانية في القرن التاسع عشر الميلادي، وسكة الحديد الألمانية في النصف الأول من القرن العشرين، والقوة النووية للولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في النصف الثاني من القرن العشرين. وفي القرن السادس عشر الميلادي كانت الهيمنة والتأثير لإسبانيا عبر السيطرة على الذهب والتجارة الاستعمارية وعلاقات الأسر الحاكمة، كما كانت لهولندا في القرن السابع عشر الميلادي عبر التجارة ورأس المال، ولفرنسا في القرن الثامن عشر الميلادي عبر الثقافة والصناعات الريفية والسكان والإدارة العامة.
وتبدو الولايات المتحدة قوة متفوقة بفارق كبير, إذا ما قورنت بالدول المهمة الأخرى مثل: ألمانيا, وروسيا, وبريطانيا, والصين, والهند, واليابان, على أساس مجموعة من مصادر القوة كالمساحة الجغرافية, وعدد السكان, ونسبة التعليم, والقوة النووية, والميزانية, والجيش, والناتج المحلي, والقوة الشرائية, والصناعة, والصادرات التكنولوجية, واستخدام الكمبيوتر، وتتفوق عليها روسيا بالمساحة،
الصفحة 196
299