كتاب الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم (اسم الجزء: 3)
من أصول عرقية أخرى (¬1). ومثل هذه النتيجة حتمية في مجتمع يفتقد إلى أدنى موازين العدالة, ولا يعترف بالفقراء والمنبوذين, بل إنّ الحياة للأقوى كما قال نيتشه ذات يوم. وقد تتلاقى صيحات المستضعفين في أمريكا وأوروبا والعالم الثالث أيضاً، وهو مؤشّر على الفصام النكد بين القيادة السياسية في أمريكا والمدعومة من قبل رجال الأعمال وبين الطبقات المسحوقة.
وإذا غالطت أمريكا الرأي العام لديها بتوجيه أنظارهم إلى الساحة السياسية الدولية، فسوف يأتي اليوم الذي يلتفت فيه المسحوقون في أمريكا إلى واقعهم ويحتجون عليه بقوة (¬2).
الكسر المالي: تحولت الولايات المتحدة الأمريكيه من اكبر دولة دائنه في العالم إلى اكبر دولة مدينه في العالم: ومعدل الاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكيه يعد الأقل بين الدول الصناعية الكبرى. إن أهم ما يعاني منه الاقتصاد الأمريكي في الوقت الحاضر هو الديون الكثيرة التي فاقت كل تصورات السياسيين والاقتصاديين؛ ففي: سنة 1940 كان مجموع ديون الولايات المتحدة 43 مليار دولار. وفي سنة 1950 وبسبب الانفاق الهائل على الحرب العالمية الثانية أصبح 256 مليار دولار وسنة 1980 بلغ مجموع الديون (حرب كوريا/فيتنام) 908 مليار دولار، وفي سنة 1988وصلت وأثناء رئاسة ريجان (بسبب بناء الترسانة العسكرية) 2,6 ألف مليار دولار، وسنة 1992م قاربت ديون الولايات المتحدة 4000 مليار دولار. وهكذا ما بين (1980 - 1992) ازدادت نسبة ديون الولايات المتحدة إلى أكثر من 65% وهو ما يجعل الشعب الأمريكي يتساءل عن الطرق التي أنفقت فيها الحكومة هذه المبالغ الطائلة، ويطرح من القضايا أمام الرأي العام حول الفساد السياسي والاقتصاد. و إذا استمرت هذه الزيادة بمعدلاتها الحالية فان ديون الولايات المتحدة ستصل إلى ما مجموعه10,2 ألف مليار دولار قبل حلول 2020م (¬3).
¬_________
(¬1) مؤسسة الحوار الانساني http://www.dialogue-yemen.org/ar/modules.php?name=Sections&op
(¬2) الغارة الأمريكيّة الكبرى على العالم الإسلامي.- يحي أبوزكريا - http://www.alkader.net/juni/abuzakrya_gara_070622.htm
(¬3) مؤسسة الحوار الانساني http://www.dialogue-yemen.org/ar/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=21
الصفحة 205
299