كتاب الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم (اسم الجزء: 3)

وتضع حلفاءها في موقف حرج باستهدافها مناطق متاخمة لهؤلاء الحلفاء" (¬1). بهذا http://www.aljazeera.net/books/2003/5/ - TOP يمكن تفسير السلوك الدولي" لأميركا على اساس أنها لا تعاني فرط القوة وإنما انخفاضاً في قوتها، حيث أن القوة الأميركية في تراجع ومراكز القوة في العالم تتعدد والتكتلات الإقليمية الكبرى ستفقد جدوى وجود مركز أميركي عالمي.
فمع الغياب المفاجئ لكل تهديد لامن الولايات المتحدة، ومع اندفاع الجزء الاكبر من العالم نحو تبني السياسة الديمقراطية ورأسمالية السوق جنباً إلى جنب مع التجارة الحرة، كما لو لم يبق شئ جدير يمكن ان يكون موضوع جدل. في نهاية التاريخ بشر فرانسيس فوكوياما بحقبة جديدة سيمهد فيها احتضان وتبني حملة القيم والانظمة الأمريكية الكونية أو الغربية بشكل اوسع طريق ترسيخ الازدهار والسلم العالميين (¬2). ولكن أطروحات فوكوياما عن صراع الحضارات تقود في نهاية الأمر إلى (لا حاجة العالم إلى أميركا). حيث إنه إذا قبلنا بفرضية مايكل دويل - والتي تبناها فوكوياما- والقائلة بأن الديمقراطية لا تدخل في حروب فيما بينها، فهذا يعني أنه حين تعم الديمقراطية في العالم فإن أميركا كقوة عسكرية تصبح عديمة الجدوى بالنسبة للعالم مما يحتم عليها أن تكون ديمقراطية بين ديمقراطيات أخرى (¬3).

العجز العسكرى واستهداف دول ضعيفة
ان أفول القوة الأميركية لا رجعة فيه، وأن إشكالية أميركا العسكرية هي أنها لم تواجه أبداً خصماً في مستواها العسكري، كما أنها لم تربح حرباً بمعنى الكلمة، فحتى الحرب العالمية الثانية لم تكن لتنجح فيها لولا التضحيات الروسية على الجبهة الشرقية. وبحكم تبعية أميركا للعالم، فإنه لم يعد بوسعها انتهاج الانعزالية. وهي ليست حقاً قوية، بسبب افتقارها إلى قوات برية، وهي بحاجة ماسة لقواعدها العسكرية في الخارج أكثر من حاجتها لحاملات طائراتها. ولهذا فان تركيزها على
¬_________
(¬1) بعد الإمبراطورية: محاولة حول تفكك النظام الأميركي- المؤلف: إمانيول طود - كامبردج بوك ريفيوز
(¬2) الدولة المارقة - الدفع الاحادي في السياسة الخارجية الأمريكية - كلايد برستوفتز - تعريب فاضل جتكر -ص47
(¬3) بعد الإمبراطورية: محاولة حول تفكك النظام الأميركي- المؤلف: إمانيول طود - كامبردج بوك ريفيوز

الصفحة 212