كتاب الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم (اسم الجزء: 3)

سوء نية، فالتعايش المسيحي الإسلامي في عالمنا العربي سيظل شاهداً على التسامح والتعاون المثمر بين الأديان بالرغم من كل المحاولات التي يقوم بها أعداء امتنا العربية من اجل تعكير صفو هذا التعايش الذي جعل اللورد كرومر يقول: انه لم يلحظ في مصر أي فرق بين مسلم ومسيحي سوى أن الأول يصلي لله في مسجد والثاني يصلي لله في كنيسة (¬1).
فهذا الكتاب ليس موجهاً ضد المسيحية ولا يضعها في قفص الاتهام، فهذا بعيد كل البعد عن الغاية التى يسعى اليها، هذا بالرغم من ان العنوان يجعل القارئ يظن للوهلة الأولى ان جميع المسيحيين صهيونيون. في حين ان المسيحية ليست هذا ابداً. وهي بعيدة كل البعد عن الصهيونية كما انها تتنافى قطعاً مع اليهودية. المسيحية، هى انجيل المسيح واعمال الرسل كما هو الإسلام القرآن والسنة. فالمسيحية بمفهومها ومبادئها هي شمولية والى جميع البشر، وليس شعب معين أو عرق معين، فهي محبة وتضحية ورجاء ودعوة إلى السلام والمساواة. فالعدائية غير موجودة في المسيحية، فهي دعوة إلى الحرية والديمقراطية الداخلية في ذات الانسان والخير المطلق لكل شعوب الارض، تنفي الخوف، وتصر على العطاء، اعطاء الانسان الامل والرجاء والفرح. في حين اليهودية الصهيونية هي مجموعة مصالح لشعب معين اختار نفسه ليكون شعب الله المختار، كما انها حركة عنصرية تسعى إلى هدم المسيحية، وتعتبر الله خادم الشعب اليهودي، في حين ترى المسيحية ان الله من الازل والى الازل، والانسان ولد في مرحلة معينة ويستمر في الروح مع الله إلى الازل (¬2).
فالصليبيون الجدد الذين نتحدث عنهم هم اتباع الكنيسة البروتستانتية اليمينية المتطرفة وبالذات في أمريكيا وبريطانيا، الذين حولوا المسيحية من دين محبه وسلام إلى دين بطش وارهاب وقتل، ولهذا فان من واجب دول العالم إقامة تحالف مشترك ضد هذه الهلوسة والخرافات، التي قادت العالم إلى حروب مدمره خلال هذا القرن. وهذا التحالف يجب أن يكون إسلامي مسيحي بوذي هندوسي
¬_________
(¬1) المسيحية والإسلام على ارض مصر - د. وليم سليمان قلادة - ص 292 - دار الحرية للصحافة والطباعة والنشر - ط1 1986.
(¬2) الصهيونية المسيحية (1891 - 1948) - بول مركلي- ترجمة: فاضل جتكر-ص21

الصفحة 264