كتاب المنهج الحركي للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم واحد.
قتلى الفريقين في معارك خيبر: وجملة من استشهد من المسلمين في معارك خيبر ستة عشر رجلا، أربعة من قريش وواحد من أشجع، وواحد من أسلم، وواحد من أهل خيبر، والباقون من الأنصار أما قتلى اليهود فعددهم ثلاثة وتسعون قتيلا.
فدك: ولما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، بعث محيصة بن مسعود إلى يهود فدك ليدعوهم إلى الإسلام فأبطأوا عليه فلما فتح الله خيبر قذف الرعب في قلوبهم. فبعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصالحونه على النصف من فدك بمثل ما صالح عليه أهل خيبر فقبل ذلك منهم. فكانت فدك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالصة لأنه لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب.
وادي القرى: ولما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر انصرف إلى وادي القرى وكان بها جماعة من يهود وانضاف إليهم جماعة من العرب. فلما نزلوا استقبلتهم يهود بالرمي وهم على تعبئة. فقتل مدعم عبد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال الناس هنيئا له الجنة. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من الغنائم لتشتعل عليه نارا ..
ثم عبأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه للقتال، وصفهم، ودفع لواءه إلى سعد بن عبادة، وراية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عباد بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا وبرز رجل منهم فبرز إليه الزبير بن العوام فقتله، ثم برز آخر فقتله، ثم برز آخر فبرز له علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله، حتى قتل منهم أحد عشر رجلا، كلما قتل منهم رجل دعا من بقي إلى الإسلام. وكانت الصلاة تحضر هذا اليوم فيصلي بأصحابه، ثم يعود فيدعوهم إلى الإسلام وإلى الله ورسوله، فقاتلهم حتى أمسوا، وغدا عليهم فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا ما بأيديهم، وفتحها عنوة، وغنمه الله أموالهم وأصابوا أثاثا ومتاعا كثيرا. وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوادي القرى أربعة أيام. وقسم على أصحابه ما أصاب بها وترك الأرض والنخل بأيدي اليهود، وعاملهم عليها (¬1) كما عامل أهل خيبر.
تيماء:
ولما بلغ يهود تيماء خبر استسلام أهل خيبر ثم فدك ووادي القرى لم يبد أي مقاومة ضد المسلمين بل بعثوا من تلقاء أنفسهم يعرضون الصلح فقبل ذلك منهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
¬_________
(¬1) زاد المعاد 2/ 146، 147.

الصفحة 67