كتاب المنهج الحركي للسيرة النبوية (اسم الجزء: 3)

الله لا يحول دونها حرب عنيفة للإسلام، أو تحتاج إلى رصيد من الطاعة والعبادة. بل النية الصادقة والتصميم على الاسقامة تكفي في ميزان الله لدخول الجنة.
ودعوا عنكم المظاهر فالله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم.
وآن لقيادة الحركة الإسلامية أن لا تغالي في الحكم على الأشخاص وخاصة أبناءها من خلال القدم التنظيمي فترفع هذا الجندي إلى المستوى الأعلى عندها بغض النظر عن سلوكه وتربيته.
وآن لشباب الحركة الإسلامية أن لا يغالوا في المكابرة بمن يأتيهم صادقا إلى الصف فيحرموه من كل ثقة لأنه لم يمر عليه قدم تنظيمي في الجماعة.
فقد يكون ذلك الأخ النقيب من أهل النار، وقد يكون هذا الجندي الجديد الذي لا تزال آثار حربه للإسلام بادية عليه من أهل الجنة.
ولتأخذ التربية الحقة دورها في الصف المسلم وليكفكف الشباب المسلم من غلوائه. في قضية الثقة بالمنتبين الجدد إلى الصف وليبق في ذهنهم ..
غلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخيانته التي أودت به إلى النار.
والغلام اليهودي الذي لم يسجد لله سجدة وأمانته التي افتتح بها إسلامه فقادته إلى الجنة وليكفكف الشباب المسلم من غلوائه كذلك فيستبيح كل صور الغنيمة من العدو إذا ارتبطت بلوثة مع الإسلام وشباب الإسلام.
4 - وحين نتناول هذه السمة بمظاهرها العامة سمة إنهاء الوجود اليهودي من جزيرة العرب وقد عرضنا للصف المسلم وأمانته بينما استحق الصف اليهودي أن تحق عليه لعنة الله وغضبه بعد أن خان الأمانة لا يغيب عن البال غدر كنانة بن أبي الحقيق والذي خان رسول الله وأخفى ما لديه من ثروة مع أنه هدد بالقتل إن أخفى شيئا من ذلك ثم قتل عقوبة له على غدره. لا ننسى أن الصف الداخلي لليهود قد تمزق ومضى بعض أفراده ليدل المسلمين على ثغرات الحصون وثرواتها. وما كان ذلك ليقع لولا أن هؤلاء اليهود قد كفروا بقياداتهم فراحوا يتطوعون بإعطاء الأسرار للجيش المسلم دون مقابل بل ساهم بعضهم بكشف خيانة كنانة بن أبي الحقيق حين رآه يتردد على خربة له وقد أخفى فيها ثروة يهود. ونلحظ معه كذلك المحاولات الإجرامية للاعتداء على المسلمين ونقض العهود حين يتاح لهم ذلك حيث قتلوا عبد الله بن سهل حين أمنوا إخفاء الجريمة وحاولوا اغتيال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوضع السم في الشاة التي أهدوها لرسول الله ومات على إثرها بشر من البراء بن معرور رضي الله عنه واستحقوا هذه الهزيمة.
وحين يكون الصف المسلم يمثل هذه الواصفات فستقع عليه العقوبة ويحال بينه وبين

الصفحة 77