كتاب الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري (اسم الجزء: 3)

يقومون من بعد إذا بصروا به ... لأبلج من نور الجلالة أروع
ويدعون بالأسماء مثنى وموحدًا ... إذا حضروا باب الرواق المرفع
إذا سار كف اللحظ عن كل مبصر ... سواه وغض الصوت عن كل مسمع
فلست ترى إلا إفاضة شاخص ... إليه بعين أو مشير بإصبع
الإفاضة: الدفع، يريد أنه يدفع ببصره إليه وينجو به نحوه.
والإفاضة في الكلام: أن يدفعوا أيضًا القول، ويبعثوا الكلام، وهذه هيبة وجلال ما وراءهما غاية.
وكان المتوكل أولى بهذا الوصف من الفتح أوقر وأهيب.
وقال البحتري في دخوله إلى الفتح:
ولما حضرنا سدة الإذن أخرت ... رجال عن الباب الذي أنا داخله
فأفضيت من قرب إلى ذي مهابة ... أقابل بدر الأفق حين أقابله
فسلمت وأعتاقت جناني هيبة ... تنازعني القول الذي أنا قائله
فلما تأملت الطلاقة وأنثنى ... إلى ببشر آنستني مخايله
دنوت فقبلت الندى في يد امريء ... جميل محياه سباط أنامله
صفت مثل ما تصفو المدام خلاله ... ورقت كما رق النسيم شمائله
هكذا - لعمري- تمدح الملوك.

الصفحة 11