كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 3)

في ذلك لأن حبَّ الكمال والجمال طبيعة في الإنسان يهتز له فيسعى إليه من كل صوب. خذا أكثر الكتب العربية التي أنشئت في هذه السنين الأخيرة وأنا الكفيل لك أن ترى فيها إحدى الخلال الآتية: إما أن يكون الكتاب متين اللغة تافه الموضوع , وأما تافه الموضوع وركيك اللغة معاً , وقلما وجدت كتاباً متيناً لغة وموضوعاً. موضوع حديث عيسى بن هشام أو فترة من الزمن بسيط. وخلاصته أن عيسى بن هشام , رأى في المنام , أنه بينما هو سائر بين القبور يحدث نفسه بغرور الإنسان إذا برجّةٍ عنيفة من خلفه. فرأى قبراً قد انشقّ وخرج منه دفين كان في حياته أحد البلشاوات المعاصرين لمحمد علي باشا , وطلب إليه أن يسير معه في أنحاء القاهرة. وعند خروجهما من المقبرة تعرض لهما مكاريٌّ مكَّار وأراد خدعهما , فتشاجروا فأدَّت بهم المشاجرة إلى تداخل البوليس فقاد الجميع إلى القسم , ومن القسم إلى النيابة فالمحكمة. وبعد انتهاء المحاكمة أراد الباشا التطواف في القاهرة فسار يصحبه عيسى بن هشام وزار منتدياتها وحوانيتها ومحال اللهو فيها إلى غير ذلك. وغرض الكاتب من هذا كله انتقاد كل شيء وقع النظر عليه من الحمَّار المكار إلى الهرم الكبير. والكتاب يقع في 447 على هذا المنوال وكل ما جاء فيها رآه عيسى بن هشام في المنام.

الصفحة 568