كتاب مجلة «الزهور» المصرية (اسم الجزء: 3)

والنيابة والقاضي ولجنة المراقبة والحقانية والمحامي ولكنهُ لم ينتقد شيئاً فيهم بل طعن عليهم , والانتقاد شيء والطعن شيء آخر. ويجب على المنتقد أن يأتي بالبرهان الصادق , والبرهان مشقة عقلية , فاختار المؤلف الطعن لكي لا يتكلف البرهان. المنتقد يصف الدواء والطاعن لا يصف شيئاً. نظامنا الحالي أرقى نظام وجد إلى الآنز فيهِ إضرار وفيهِ منافع ولكن منافعه أكثر من ضرره. فمسخهُ على هذه الصورة , وعرضهُ على الناس بهذا الشكل القبيح ليس من العدل في شيء ولا من حسن الإنشاء أيضاً. زار الباشا يصحبهُ عيسى بن هشام القسم فقلم السوابق فغرفة التحقيق فمحكمة أول درجة , فمحكمة الاستئناف فمكتب المحامي , فلم ير سوى الرشوة والإهمال والنصب والكسل والمحاباة والاغتيال والسرقة إن هذا التعميم تحامل معيب لا يصدقهُ فيهِ أحد وأني أنكره عليه وادعوه إلى دار المحكمة الأهلية يوماً لينظر بعينيه كيف يعامل المتقاضون ويسمع بأذنيهِ الأحكام التي يصدرها القضاة. وسار الباشا يصحبه عيسى إلى الحانات والفنادق وأندية المقامرين وقال فيهم ما قال مالك في الخمر. فلا أرى بأساً؛ غير أن كلامه عليهم أصبح مبتذلاً يعلمه الخاص والعام وقد ردده الناس منذ أبينا نوح أول من سكر إلى اليوم فلم يأتنا المؤلف بشيء جديد من عنده. ثم تحامل المؤلف على هيئتنا الاجتماعية تحاملا لا يبرره شيء حتى أن الباشا تعامى عن كل عمل صحيح فيها. سار الباشا ما سار وطاف ما

الصفحة 570