كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير (اسم الجزء: 3)

وعمل بما فيه فنه شافع له مقبول الشفاعة ومصدق عليه فيما يدفع من مساويه إذا ترك العمل به (من جعله إمامه) بفتح الهمزة أي اقتدى به بالتزام ما فيه من الأحكام (قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار) نار الخلود إن لم يؤمن ونار التطهير إن آمن ولم يعمل (حب هب) عن جابر بن عبد الله (طب هب) عن ابن مسعود قال الشيخ حديث صحيح

• (القرآن غني) بكسر المعجمة (لا فقر بعده) قال المناوي أي فيه غنى لقلب المؤمن إذا استغنى بمتابعته عن متابعة غيره (ولا غنى دونه) قال لأن جميع الموجودات عاجزة فقيرة ذليلة فمن استغنى بفقير زاد فقره ومن تعلق بغير الله انقطع حبله (ع) ومحمد بن نصر عن أنس بإسناد ضعيف

• (القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً) على العمل بما فيه (محتسباً كان له بكل حرف) يقرأه (زوجة) في الجنة (من الحور العين) غير ماله من نساء الدنيا (طس) عن عمر ابن الخطاب وهو حديث ضعيف

• (القرآن يقرأ على سبعة أحرف) لغات أو أوجه كما تقدم (فلا تماروا في القرآن) المراد الجدال (فإن مراء في القرآن كفر) قال المناوي أي كفر للنعمة وقال العلقمي قال أبو عبيد وليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل ولكنه على الاختلاف في اللفظ وهو أن يقول الرجل على حرف فيقول الآخر ليس هو كلك ولكنه على خلافه وكلاهما منزل مقروء به فإذا جحد كل واحد قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك مخرجه إلى الكفر لأنه نفي حرفاً أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وسلم والتنكير في المراء إيذان بأن شيئاً منه كفر فضلاً عما زاد علي (حم) عن أبي جهيم تصغير جهم بن حذيفة وإسناده صحيح

• (القرآن هو النور المبين) أي الضياء الذي يستضاء به إلى سلوك سبيل الهدى (والذكر) قال المناوي أي المذكور وما يتذكر به أي يتعظ (الحكيم) قال المناوي المحكم آياته أو ذو الحكمة وقال الجلال المحلي في تفسير المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني (والصراط المستقيم) فمن اتبعه اهتدى ومن أعرض عنه ضل (ص) عن رجل صحابي وإسناده ضعيف

• (القرآن هو الدواء) من الأمراض القلبية والبدنية كما تقدم في عليكم بالشفاءين (السجزي في الإبانة والقضاعي عن عليّ) أمير المؤمنين وإسناده حسن

• (القصاص ثلاث أمير أو مأمور أو مختال) قال العلقمي قال في النهاية والقص البيان والقصص بالفتح الاسم وبالكسر جمع قصة والقاص الذي يأتي بالقصة على وجهها كان يتبع معانيها وألفاظها ومنه الحديث لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال أي لا ينبغي ذلك إلا لأمير يعظ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا أو مأمور بذلك فيكون حكمه حكم الأمير ولا يقص تكسباً أو يكون القاص مختالاً وهو من يفعل ذلك متكبراً على الناس أو مرائياً يرائي الناس بقوله وعمله لا يكون وعظه وكلامه حقيقة وقيل أراد الخطبة لأن الأمراء كانوا يلونها في الأول ويعظون الناس فيها ويقصون عليهم أخبار الأمم السالفة ومنه

الصفحة 428