كتاب دولة الإسلام في الأندلس (اسم الجزء: 3)
تسعة عشر سطراً بخط مغربي كبير، والنص كله مشكول بالمداد الأحمر، وأحياناً بخط مذهب، والمخطوط قديم مبتور الآخر، وليس هناك ما يدل على تاريخ كتابته. بيد أنه يمكن أن نرجعه إلى القرن الثامن الهجري. ويبدو من خطه المنمق وعناوينه المذهبة، أنه ربما كتب برسم أحد الأمراء أو الكبراء.
وأما عن مؤلف الكتاب، ابن القطان، فليس لدينا عنه تفاصيل شافية، وقد ذكر اسم المؤلف في صفحة العنوان بأنه " الإمام العالم أبو النجوم الباجي " وذكر في رأس الصفحة الأولى أنه " ابن القطان " (¬1). وقد ورد في لوحة 67 أمن المخطوط ما يدل على أن المؤلف كان حياً، في عهد الخليفة الموحدي المرتضي (646 - 665 هـ) وهو الذي حكم قبل آخر الخلفاء الموحدين.
ويتناول المخطوط أخبار المرحلة الأخيرة من حكم المرابطين منذ سنة 508 هـ (1114 م)، وأخبار بداية ظهور المهدي ابن تومَرت، وتقدم دعوته، وتصنيف أصحابه، ومرحلة الصراع الأولى بين الموحدين والمرابطين، وأخبار الأندلس خلال هذه الفترة، وذلك حتى أخبار سنة 533 هـ (1138 م). وأهم ما يتميز به هذا القسم من مؤلف ابن القطان أنه ينفرد بإيراد رسالتين هامتين لم تذكرا في غيره وهما، رسالة " الكافية في براهين الإمام المهدي "، وهي رسالة خاطب بها أبو عبد الرحمن بن طاهر عميد مرسية، الخليفة عبد المؤمن بن علي، ورسالة وجهها عبد المؤمن إلى الطلبة والمشيخة والأعيان بالأندلس (سنة 543 هـ)، يشرح فيها
¬_______
(¬1) وردت في التكملة لابن الأبار (المكتبة الأندلسية) رقم 1920، ترجمة " لعلي بن محمد ابن عبد الملك بن يحيى بن ابراهيم الكتامي الحميري الفاسي، أبى الحسن بن القطان " جاء فيها أنه " كان من أبصر الناس بصناعة الحديث، وأحفظهم لأسماء رجاله، وأشدهم عناية بالرواية، ورأس طلبة العلم بمراكش. ونال بخدمة السلطان دنيا عريضة. وله تواليف، ودرس وحدث. وتوفي على قضاء سجلماسة في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين (أي وستمائة) ".
وعثرنا أيضاً في " الذيل والتكملة " لابن عبد الملك المراكشي على ترجمة طويلة للمذكور، جاء فيها انه " فاسي سكن مراكش، وكان ذاكراً للحديث، مبحراً في علومه، وكان معظماً عند الخاصة والعامة من آل عبد المؤمن، حظى كثيراً عند المنصور منهم، فابنه الناصر، فالمستنصر بن الناصر، فأبى محمد عبد الواحد أخى المنصور، ثم أبى زكريا المعتصم بن الناصر، وكان المنصور يؤثره على غيره من أهل طبقته. وكان مرجوعاً إليه في الفتاوى " (الجزء الخامس من مخطوط المتحف البريطاني لوحة 13).
على أن ما ورد في المخطوط، مما يدل على أن ابن القطان كان حياً في عهد الخليفة المرتضي؛ يجعلنا نتردد في الاعتقاد بأنه هو صاحب الترجمة التي أوردها ابن الأبار، ثم ابن عبد الملك، لما هنالك من الفارق الزمني الملحوظ. وربما كان المترجم هو أبو المؤرخ.
الصفحة 11
566