كتاب دولة الإسلام في الأندلس (اسم الجزء: 3)

(نهاية الأندلس)، وحرصت على أن أستعرض نظم الحكم والأوضاع السياسية والدينية، لكل من الدولتين، المرابطية والموحدية، وسير الحركة الفكرية الأندلسية، والأحوال الاجتماعية في ظل كل منهما، وذلك بقدر ما تمدنا به المصادر والوثائق التي بين أيدينا. كما خصصت لتاريخ اسبانيا النصرانية مكانها المعتاد، وفقاً لما جريت عليه في العصور الأخرى.
وكذلك عنيت عناية خاصة بتزويد الكتاب بالخرائط التاريخية، والرسوم الطبوغرافية، التي تبين مواقع المعارك الكبرى، وقد زرتها بنفسي كما تقدم، وأرجو أن يكون في ذلك ما يسهل مهمة القارىء والباحث، في فهم أوضاع هذه المعارك وظروفها وتطوراتها.
وقد ألحقت بنهاية الكتاب طائفة من الوثائق الهامة المرابطية والموحدية، والوثائق الأخرى التي رجعت إليها، ومنها ما لا يزال مخطوطاً لم ينشر بعد، وذلك تسهيلا لمهمة الباحثين في هذا الميدان، في التزود بمعلومات أوفى عن الموضوعات التي تتناولها.
وإنه لا يسعني في الختام، إلا أن أقدم جزيل الشكر والعرفان لسائر الهيئات العلمية والمكتبية، التي ساهمت في تسهيل مهمتي، في البحث والمراجعة، والتصوير والنقل، وفي مقدمتها معهد الدراسات الإسلامية بمدريد، ومكتبة الإسكوريال، ومكتبة مدريد الوطنية، وخزانة الرباط، وخزانة جامع القرويين بفاس، وقسم المخطوطات بالمتحف البريطاني، والمكتبة البودلية بأكسفورد، ودار الكتب المصرية، فقد كان لي من ذخائر هذه الهيئات، والمكتبات الجليلة، خير منهل، وخير معين لي، في تأليف هذا الكتاب.
القاهرة في رجب سنة 1383
الموافق مارس سنة 1963
محمد عبد الله عنان

الصفحة 6