كتاب دولة الإسلام في الأندلس (اسم الجزء: 3)

بيان عن المصادر
كان عصر المرابطين والموحدين، من حيث المصادر والوثائق، من أشق مراحل هذه السلسلة من تاريخ المغرب والأندلس، التي نضطلع بكتابتها منذ أعوام طويلة، وذلك نظراً لاستطالة مداه، وتشعب نواحيه، وكثرة ثغراته الغامضة. وقد بذلنا خلال الأعوام التي قضيناها في كتابة تاريخ هذا العصر، جهوداً مضنية، في استيعاب مصادره، وتقصي الوثائق التي تكشف عن أحداثه وخواصه، وقمنا في هذا السبيل بعدة رحلات إلى اسبانيا والمغرب وانجلترا.
وقد رأينا أن نستعرض في هذا البيان الموجز، أهم المصادر والوثائق المخطوطة والمنشورة، التي كانت عمادنا في كتابة هذا التاريخ، وسوف نعود في نهاية الكتاب، فنخص المصادر بثبت عام شامل، يضمها جميعاً من مخطوط ومنشور، ومن عربية، ولاتينية وقشتالية، وغيرها.
كتاب " المن بالإمامة "
نستطيع أن نقول إن هذا الكتاب، أو بالحري القسم الذي وصلنا منه، هو أهم مصادرنا المخطوطة عن المرحلة الأولى من تاريخ الدولة الموحدية. واسمه الكامل هو حسبما جاء في الصفحة الأولى، من المخطوط الوحيد الذي انتهى إلينا، " كتاب تاريخ المن بالإمامة على المستضعفين، بأن جعلهم الله أئمة، وجعلهم الوارثين، وظهور الإمام أمير الموحدين على الملثمين، وفي مساق ذلك خلافة الإمام الخليفة أمير المؤمنين [وأحد] الخلفاء الراشدين ". وأما مؤلفه، فقد ورد اسمه في صفحة العنوان على النحو الآتي: " أنهى تأليفه، وأبدع تحبيره وتصنيفه، عبد الملك ابن محمد بن صاحب الصلاة الباجي رحمه الله ". ويحفظ هذا المخطوط بمكتبة جامعة أكسفورد المسماة " بالمكتبة البودلية " Bodleian Library ، وهو مسجل في فهرس المخطوطات الشرقية بها، المنشور باللاتينية في سنة 1787 في صفحة 167، برقم DCCLVIII (1758)، فهو بذلك من أقدم مخطوطاتها الشرقية.
وهذا المخطوط عبارة عن مجلد ضخم، يقع في 194 لوحة مزدوجة، أعني

الصفحة 7