كتاب تفسير ابن فورك (اسم الجزء: 3)

جاز أن يكون الدعاء إلى الحق يزيد الناس فراراً منه للجهل الغالب على
النفس فتارة يدعو إلى الفرار مما نافره وتارة يدعو إلى الفساد الذي يلائمه يشاكله.
الفرار: البعاد من الشيء رغبة عنه أو خوفا منه، فلما كانوا يتباعدون
عن سماع دعائه رغبة عنه كانوا قد فروا.
الاستغشاء: طلب الغشي فلما طلبوا التغشي بثيابهم فرارا من الداعي لهم كانوا قد استغشوا.
الإصرار: الإقامة على الأمر بالعزيمة عليه في النفس.
وقيل: كان الرجل يذهب بابنه إلى نوح فيقول لابنه احذر هذا لا يغوينك
فإن أبي قد ذهب بي إليه وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك.
{جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ}
أي: لئلا يسمعوا كلام نوح.
والجهار: الإعلان.

الصفحة 51