كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

اعتقادا منه بالعدل الإلهي فهو لا يرى أن الشر والكفر من الله، ويعد هذا من ميزات النصرانية على الإسلام. ويرى أن هذه العقائد غير لائقة بالله ويقول: "إن عناد المشركين ألجأ محمدا إلى أن جعل أعداءه وأمثالهم من الأمم السابقة التي لم تؤمن برسلها، أنهم لم يكفروا بجهلهم، ولكن كفرهم كان بسوء قضاء من الله، لأنهم أقوام كتب عليهم الهلاك". اهـ
ثم يدافع الكاتب عن محمد صلى الله عليه وسلم ويقول: هذا الاعتقاد ذكر أكثر من مرة في القرآن وكان له مكان سامٍ في علم الشريعة المتأخر كما هومعروف. ولكن المؤرخين أخطؤوا، مثل أوجوست مولير، الذين نسبوا إلى محمد هذا الاعتقاد الكفري السخيف. لأنه لم يقصد أن الله كتب على بعض الناس أن يكونوا محسنين وناجين من العذاب وآخرين أن يكونوا مسيئين معذبين. وإنما نجد هذه الأفكار في بعض عبارات القرآن بسبب عدم استطاعة محمد التعبير الدقيق والمفصل عن العقائد المجردة. اهـ
وهكذا توصَّل الكاتب دفاعا عن محمد صلى الله عليه وسلم أن القرآن الكريم من تأليف الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يتمكن من التعبير عن أفكاره. ويعلل ذلك بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن فيلسوفا ولذا لا يطالب بفهم هذه المسائل العويصة.
وفي معرض مقارنة المؤلف بين الإسلام والنصرانية، أشار إلى أن الإسلام لا يفرق بين الإيمان والعمل فيقول: لا نجد في القرآن جواز الإيمان من غير عمل يصاحبه، ولم يفرق محمد بين الإيمان والعمل، ولكن يؤكد أن للإيمان درجات وللعمل درجات كذلك. اهـ
ويقارن بين الرهبانية عند النصارى والزهد في الإسلام فيقول: الزهد في الإسلام ليس من باب القضاء على الشهوة ولكن من باب الاعتدال لحفظ تزكية النفس والحرية. اهـ

الصفحة 14