كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

كما يرى اختلافاً آخر بين الإسلام والنصرانية في وصف الآخرة والجنة والنار، فيشير إلى أن النصارى ينتقدون المسلمين؛ لأنهم يرغبون في الأجر والثواب، ويرهبون النكال والعقاب في الآخرة، وهو ما يسمى بمذهب المنفعة، وعلى أنهم يصورون الثواب والعقاب في الآخرة بشكل حسي، وهو ما يسمى بالمذهب الحسي.
ومرة أخرى يدافع المؤلف عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويزعم أن هذه الانتقادات ليست في تعاليمه وفي هذا يقول: إن الوصف الحسي للجنة وسيلة بيان على قدر عقول قومه لا غير، ولايقصد التعبير عن الحقيقة. اهـ
لم يكتف المؤلف بالمقارنة بين الإسلام والنصرانية في مجال العقائد والأحكام، بل تعدى ذلك إلى أتباعهما حيث ذكر التشابه بين علاقة أبي بكر الصديق بالرسول صلى الله عليه وسلم وعلاقة ميلانختون بلوتر في قوله: إن موقف أبي بكر من محمد يمكن مقارنته بموقف ميلانختون من لوتر. وكان أبو بكر رجلا حليما، لطيفا، هادئا، متساهلاً في الأمور الدنيوية وحازما في الأمور المهمة يعني بها الدينية. اهـ
كما نجد في كتابه اهتماما كبيرا بمكانة عيسى بن مريم - عليه السلام - في الإسلام، حيث يذكر سولوفيوف أن المسلمين يعدون عيسى - عليه السلام - من أعظم الرسل ويعتقدون أنه رفع إلى السماء ولم يقتل، فيقول: إن هذه التصورات عن المسيح عند محمد تتضمن فكرتين متناقضتين مأخوذتين من فرقتي النصارى التين لا صلة بينهما. اهـ
وتأسيا منه بالمستشرقين قبله، ركز المؤلف على قصة الغرانيق المشهورة ويقول: إن الرسول بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة، في لحظة الانهيار النفسي قرر أن يتنازل ويجمع بين التوحيد الحق ووثنية وطنه كأنه قال في نفسه: إن

الصفحة 15