كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

أهل الكتاب يؤمنون بأن هناك مخلوقات مقدسة سوى الله تسمى الملائكة، والنصارى يعدون نبيهم ابن الله، ويعظِّمون أمه، حتى عبدوها، كما يعظمون أرواح الأموات الكثيرة. ولم لا نعترف بآلهة مشركي العرب ونعدها واسطة بين الله والعباد أو ملائكة الله أو شفعاء عنده؟ اهـ
وبهذا يشير المؤلف إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى الآلهة غرانيق العلا، واعترف بصحة شفاعتهم، وبعد ذلك بأسابيع تبرأ من هذا القول وقال إنه من وسواس الشيطان. ويقول المؤلف شارحاً هذه القصة: "إن الملك جبريل أو ضمير محمد نفسه جعله يتخلى عن هذه الصفقة". اهـ
ونجد أن سولوفيوف لا يتعجب من أن الرجل الذي يسميه نبيا يقع في مثل هذا الخطأ، ثم يتخلى عن قوله؛ لأنه من البداية يعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ناقصة غير كاملة.
إنه يشكك حتى في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن مجيء جبريل - عليه السلام - إليه، وهذا يظهر جليا من قوله المتقدم وغيره. يقول عند سرده قصة الإسراء والمعراج: إن النبي أخرج من البيت ورفع بقوة مجهولة كان يظنها جبريل. اهـ وليست هذه الفرية الوحيدة في وصفه للإسراء والمعراج. ورغم إسهابه المفصل في ذكر القصة إلا أننا نجده يسكت عن بعض الأمور الهامة ويحرف بعضها الآخر، فيزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به أثناء منامه بروحه فقط، ولا يذكر أنه صلى إماما بالأنبياء في بيت المقدس، كما يدَّعي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بدون حجاب.
ويتجنى ملخصا لرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم معلنا أنه يستحق الذم لعشقه للنساء بعد تقدمه في السن وارتكب بعض الاغتيالات السياسية طلباً للثأر.

الصفحة 16