كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

ولكن هاتين التهمتين يوردهما المؤلف مع التحفظ، فيقول: الاتهام الأساسي للقرآن هو شرعية تعدد الزوجات، ولكن هذا بقيود، لأن القرآن شرع هذا الحق للرجال، ولم يجعله مقدسا مطلقا كما كان في الجاهلية، بل قيَّده بأربع زوجات. اهـ
هذا فيما يخص الاتهام الأول أما بالنسبة للاتهام الثاني فيقارن بين النبي صلى الله عليه وسلم والإمبراطور قسطنطين والملك كارل العظيم، فيقول: إن قسطنطين العظيم قتل زوجته وابنه البريء، وأما كارل العظيم فعذب أربعة آلاف وخمسمائة أسرى سكسيين، وهذه الشرور أعظم من شرور محمد. مع العلم أن كارل العظيم كان من شعب تنصَّر منذ ثلاثمائة عام، ونشأ على هذا الدين، وأن قسطنطين العظيم تنصَّر بنفسه، وتربى في مجتمع أكثر ثقافة من مجتمع محمد، فينتج من مقارنتنا بين أولئك العظماء من رجال الدين والسياسة من شرق العالم النصراني وغربه أن محمداً كان أولى منهم. فإذا قدَّس اليونان قسطنطين واللتينيون كارل فلماذا لا يعظم المسلمون ذِكْر نبيهم؟ اهـ
ثم يقول: إن أهم قصور في عقيدة محمد ودينه هو عدم كمال الإنسان الذي هو كمال الوحدة بين الله والإنسان وذلك لأن الإسلام لا يأمر المؤمن بتكميل نفسه الدائم وإنما يأمره بالاستسلام المطلق. اهـ
ثم يقول: إذا افتقدنا مثال الكمال الذي يسعى إليه الإنسان فليس لسعيه مهمة أو غاية، مما يؤدي إلى عدم التطور وبهذا السبب أصبح التطور غريبا عن الشعوب المسلمة عقيدة وفعلا. وثقافة المسلمين هي ثقافة محلية تزول بدون تقدم. إن العالم الإسلامي لم ينشأ عبقريا مطلقا وإنه لم يأت من يقود البشرية إلى الكمال. اهـ

الصفحة 17