كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

ومن خصائص هذا الكتاب بحوث المؤلف في اشتقاق الكلمات العربية والمصطلحات الشرعية فيشير إلى أن اسم هاجر أم إسماعيل - عليه السلام - وكلمة هجرة مشتقان من فعل واحد قائلا: بالهجرة من مكة بلد إبراهيم، أعاد محمد خروج إسماعيل من بيت أبيه. اهـ
كما يقول عن أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أسماءهما يدلان على أهم خصاله: العبودية لله والأمانة.
وخلاصة القول أن كتاب سولوفيوف كان خطوة هامة في تاريخ مدرسة الاستشراق الروسية ورسم خطة عامة لتقدمها في القرن العشرين.
واعتنى المستشرقون في روسيا بدراسة السيرة النبوية في العشرينيات من القرن الماضي بعد استيلاء الشيوعيين على الحكم، ونشأ جيل من الباحثين الذين ألفوا الرسائل العلمية في بعض المسائل المتعلقة بالسيرة النبوية منهم بارتولد وكاشتالوفا وفينّيكوف، ولا نجد من بين مؤلفاتهم كتابا عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم بصورة كاملة.
وفي العقود الخمسة التالية تأثرت مدرسة الاستشراق بالشيوعية فاستخدم الباحثون الأساليب المخالفة للعلم، وجعلوا محمدا شخصية غير تاريخية وادعوا أن القرآن ألف في عهد ازدهار الخلافة ونسب إلى محمد صلى الله عليه وسلم. مثل هذه العقائد والخرافات وضعت في أساس مؤلفات بيلاييف وكليموفيتش وتولستوف. وأصداء هذه الأقوال نجدها حتى في بعض الرسائل المؤلفة في الستينيات والسبعينيات.
ولكن في بداية الستينيات بعد نشر ترجمة معاني القرآن الكريم للأكاديمي كراتشكوفسكي تغيَّر موقف المستشرقين الروس من شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وأخذوا

الصفحة 19