كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

إن بولشاكوف لا يكتفي بذكر أهم الأحداث من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ويدرس حالة العرب الاجتماعية والاقتصادية قبل البعثة وبعدها حتى يتفهم أسباب ظهور الإسلام والخلاف بين المشركين والمسلمين.
حرصا على تقويم الأحداث التاريخية ومحاولة لفهم الترتيب الزمني يهتم المؤلف بدراسة التواريخ، كما يعتني بالأرقام ليأخذ فكرة عن العلاقات بين الأفراد والقبائل وسير المعارك وغيرها من الأحداث مثلا يقول في غزوة بدر: إن أسماء القتلى توضح لنا سير الغزوة.
أولا: أكثر من نصف قتلى المكيين من بني عبد شمس وبني مخزوم، ونصف الأسرى منهم كذلك، وهذا يدل على أنهم قاتلوا بجد وأن بقية المشركين كانوا غير نشيطين.
ثانيا: نصف قتلى المكيين لَقُوا مصرعهم على أيدي المهاجرين مع أنهم ربع جيش المسلمين فقط.
ثالثا: لم يقتل أحد من المكيين أو المهاجرين بيد خصم من قبيلته لأنهم حاولوا ألا يقاتلوا أقرباءهم. (1) اهـ
ولو صح ما ادعاه المؤلف لكان من الملاحظات المفيدة ولكن ادعاءَه يعارض الروايات الصحيحة، وقد قال سعيد بن عبد العزيز وغيره في قوله تعالى {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [المجادلة: 22] : أنزلت هذه الآية إلى آخرها في أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر. (2)
__________
(1) كتاب تاريخ الخلافة لبولشاكوف (1/101) .
(2) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (4/420) .

الصفحة 21