كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

ومن المعلوم أن الصديق همّ يومئذ بقتل ابنه عبد الرحمن، ومصعب بن عمير قتلَ أخاه عبيد بن عمير، وعمر قتلَ قريبا له يومئذ أيضا ولكن المؤلف لم يُلْق بالا لهذه الروايات.
ومع ذلك فإن بولشاكوف كثيرا ما كان يعتمد على كتب السيرة وروايات الثقات، ولكن عمله تأثر بعقيدته المنحرفة، فنجد بعض استنتاجاته غير مقبولة عند عامة المسلمين، وتخالف أقوال أئمتهم. وسبب ذلك يعود أحيانا إلى عدم معرفته بأصول الدين الإسلامي، ويمكن الاستدلال على ذلك بعدد من أقواله منها: عدّه تعظيم المسلمين للكعبة عبادة لها. (1)
ويشكك المؤلف في صحة كثير من الأحداث من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم المذكورة في كتب السيرة الموثوقة.
وعند إيراده قصة شرح صدر محمد صلى الله عليه وسلم في صغره يقول: إن حدوث هذه القصة مشكوك فيه والظاهر أنها ألِّفت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعدة سنوات. (2) اهـ
وعند ذكره لقصة أكل الأرضة لصحيفة المقاطعة العامة يذكر بولشاكوف أن الكتابة الباقية كانت (بسم الله الرحمن الرحيم) معتمدا على ما ورد في سيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد. ثم ينكر هذه القصة مبينا وجهة نظره أن عبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) ما كانت معروفة حينئذ، مستدلا بقصة رفض سهيل بن عمرو أن تكتب هذه العبارة في أول معاهدة صلح الحديبية. (3)
__________
(1) كتاب تاريخ الخلافة لبولشاكوف (1/74 و 83) .
(2) المصدر نفسه (1/65) .
(3) المصدر نفسه (1/81) .

الصفحة 22