كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

والتحريف نفسه نجده عند كلامه على بيعتي العقبة حيث يشكك في صحة صياغة الأخبار الواردة في كتب السيرة ويميل إلى أقوال ميلاميدي (Melamede) ووات (Watt) قائلا: إن الروايات عن بيعتي العقبة نشأت عن ذكريات مضطربة عن عدة لقاءات محمد صلى الله عليه وسلم بالقبائل، مما جعلهم يقسمون اللقاء الوحيد بأهل يثرب في العقبة في أواخر ذي الحجة الموافق 14 يوليو سنة 622م. (1) اهـ
وهو يرجح هذا الرأي لثلاثة أسباب حيث يقول: "مما يجعلنا نشك في هذه الروايات أن عدد النقباء في بيعة العقبة الثانية هو نفسه عدد الوافدين في بيعة العقبة الأولى، وأن بيعة النساء الواردة في القرآن يرجع تاريخها إلى وقت متأخر، وأن خطاب العباس عمّ محمد المذكور في كثير من المراجع يظهر غير منطقي في ضوء الظروف الراهنة آنذاك". (2) اهـ
وأكثر من مرة نجد المؤلف يبحث عن العلاقة بين مواعظ الرسول صلى الله عليه وسلم وآثار النصارى، ولا يلقى أي اهتمام لاعتقاد المسلمين أن القرآن الكريم أنزل مصدقا للكتب السابقة مهيمنا عليها، فيقول: إن وصف الجنة كعرس أبدي جزاءً للزاهدين في الدنيا بشكل واضح مأخوذ من الكتب الرهبانية النصرانية. (3) اهـ
__________
(1) المصدر نفسه (1/87) .
(2) المصدر السابق نفسه.
(3) المصدر نفسه (1/77) .

الصفحة 23