كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

كما يقول: بهذا يتبين لنا أن محمدا كان على معرفة واسعة بقصص الكتاب المقدس وإنْ نقلها بشكل آخر، وهذا ما جعل بعض الباحثين يظنون أنها غير مأخوذة من الكتاب المقدس نفسه بل هي من الرصيد الأسطوري السامي. (1) اهـ
ويظهر انتقاد المؤلف لكثير من الأحداث التاريخية من تقويمه لأفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال أصحاب السير، ملخصا لأهمية هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والأحداث التي صاحبتها يقول بولشاكوف: من المميز أن مؤرخي العصور الوسطى، الذين يحبون أن تزين كتبهم بكثير من الخطابات البليغة للشخصيات التاريخية صحيحة كانت أوموضوعة، لم يذكروا أي خطبة لمحمد في قباء. كما لم يحظ هذا الحدث العظيم في حياة الأمة بأي ذكر في القرآن. وهذا يبين لنا أن محمدا كان يتعرف على مصادر القوى، ويخاف من الأقوال المتهورة التي قد تفسد كل شيء. (2) اهـ
ينظر المؤلف بسخرية إلى أن وقوف ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم عند بني النجار عند قدومه إلى المدينة كان من توفيق الله لها، مستدلا بأن أخوال النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من هذه القبيلة، يقول بولشاكوف: ولا شك أن هذا الاختيار لم يكن عفويا؛ لأن محمدا كان يشعر باطمئنان عند أخواله أكثر من أي مكان آخر، وإشارته إلى أنه كان من توفيق الله للناقة خلصت محمداً من الشبه واللوم، (ثم يقول زاعماً) : إنه فضَّل أقرباءه على غيرهم. (3) اهـ
__________
(1) المصدر نفسه (1/78) .
(2) المصدر نفسه (1/90 – 91) .
(3) المصدر نفسه (1/91) .

الصفحة 24