كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

ويصف المؤلف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال جيش أسامة إلى الشمال بالغرابة والسفاهة، فيقول: كيف نفسر هذا الأمر الغريب، المتمثل في إرسال أفضل المجاهدين إلى جهة ليس فيها أي خطر وترك بدون حماية من كان مستهدفا؟ هل هذا من الجهل التام بالأوضاع وعلى كل حال أمره بترك المدينة من غير حماية مدة شهر كان غير مناسب. ولعل أمره بالزحف إلى الشمال كان حماسيا محضا لأنه شعر بتدهور حالته الصحية، وهذا ما كان غير واضح لأصحابه، فقرر قبل فوات الأوان أن ينتقم من قتلة حِبِّه زيد، وإن كان هذا التصرف غير لائق بشخصية سياسية كبيرة، من الناحية الإنسانية. (1) اهـ
لقد استخدم بولشاكوف كل الفرص لإتهام المؤرخين المسلمين بالتحيز، ودافع أكثر من مرة عن المنافقين، وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول. فنجده عند ذكر إخراج بني قينقاع من المدينة يثني على هذا المنافق، حيث يذكر أنه ناشد الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم قتلهم ثم حاول إقناعه بعدم إخراجهم. (2) وأثناء كلامه عن غزوة أحد ويعد تولي عبد الله مع ثلاثمائة جندي، رأيا صائبا نظرا لقصده عدم ترك المدينة بدون دفاع. (3) اهـ
ولا يستطيع بولشاكوف إخفاء كراهيته لنجاح المسلمين ووحدتهم ويحاول دائما أن يقنع القارئ بأنه كانت هناك خلافات كثيرة بينهم. وأحيانا يفترض في سبيل ذلك فرضيات غير معقولة، مثلا عند ذكره لرجوع المهاجرين من الحبشة إلى المدينة يقول: من المحتمل أن بين جعفر ومحمد
__________
(1) المصدر نفسه (1/185) .
(2) المصدر نفسه (1/108) .
(3) المصدر نفسه (1/114) .

الصفحة 25