كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

للمسلمين إجابة لدعوة محمد، وهذا الشرح كان يناسب تماما الطرف المهزوم حفاظا على ماء وجوههم؛ لأن الوقوع في الأسر من طرف عدو ضعيف شيء، ومن طرف ملائكة في هيئة إنسان شيء آخر. (1) اهـ
وينفي المؤلف تلك العوامل التي أثرت بشكل أساس في سير أحداث غزوة الخندق، مثل إرسال الله الريح والجنود من السماء، كما لا يعد من عوامل الانتصار الأساسية الخطة الجديدة التي لم يعهدها العرب واختارها المسلمون بمشورة سلمان الفارسي. ويرى تفوق المسلمين في المجال العقدي فيقول: إن طبيعة البدو الفردية، التي تلزم الفرد بالواجبات نحو عدد محدود من الناس، واجهت خدمة غير مشروطة للعقيدة التي تجعل الفرد يتخلى ليس فقط عن مصالحه الشخصية ولكن عن الأسس الأدبية التي تألفت عبر القرون كذلك. إن الطرف الواحد يشن غارة على عدوه بجرأة ولكن يتوقف عند المقاومة التي تهدده بخسائر بالغة، ويدبر أموره باحتراس من الثأر. وأما الطرف الآخر كل شيء لديه مسخر للهدف الأعظم، الذي لا يمكن مقارنته بأي أهواء شخصية ولا تصورات الجاهلية للخير والشر. (2) اهـ
وحتى هذه التعليلات المادية يعدها المؤلف أحياناً غير كافية لشرح انتصارات المسلمين. ولاسيما عندما يتحدث عن الغنائم الكثيرة التي أصابها الصحابة في غزوة بني النضير "خمسين درعا، وخمسين بيضة، وثلاثمائة
__________
(1) المصدر نفسه (1/101) .
(2) المصدر نفسه (1/135) .

الصفحة 27