كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

يستطع الناس أن يدركوها في تلك الأيام. فتقول عند ذكر هلاك أصحاب الفيل: اتفق المؤرخون أن هذه الظاهرة الخارقة للطبيعة إنما كانت وباء الجدري شب في جيش الأحباش، وقد ثبت أن الجدري دخل جزيرة العرب لأول مرة في ذاك الوقت. (1) اهـ
وبسخرية تحدثت بانوفا عن رحلة أبي طالب تاجرا إلى الشام لما بلغ محمد اثنتي عشرة سنة حيث تقول: ذكر المؤرخون معجزات محمد في الشام وفي الطريق إليه، ولكن هذه المعجزات يسيرة عديمة الأهمية من جملتها أن المَلَكَ أظل محمدا، وفعل ذلك خفيا حتى لم يشعر به محمد نفسه، وأما الناس فشاهدوا الملائكة وظلالهم وسكتوا عن ذلك وياليت شعري لم كتموه عليه؟. (2) اهـ
وتجعل بانوفا القارئ يشكك في صحة الروايات عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم. حتى عند ذكر غزوة بدر تعد هذه المستشرقة انتصار المسلمين حادثا عاديا، وتقلل من عدد جنود قريش حيث تقول: إنهم كانوا ستمائة فقط. (3) اهـ
إلى جانب هذا تكتم بانوفا الأحاديث العديدة عن معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دُهش منها كفار قريش وغيرهم، وتسكت عما رأت حليمة السعدية من بركة النبي صلى الله عليه وسلم في صغره، وكذلك كتمت معجزة انشقاق القمر المذكور في كتاب الله وإخباره صلى الله عليه وسلم عن صحيفة المقاطعة العامة التي أكلتها الأرضة وخلاصه من قريش ليلة الهجرة، ولقاءه مع سراقة بن مالك، وغيرها من المعجزات الثابتة في الكتاب والسنة.
__________
(1) كتاب النبي محمد لبانوفا وفاختين (ص 46) .
(2) المصدر نفسه (ص100) .
(3) المصدر نفسه (ص308) .

الصفحة 30