كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

وأحيانا تشكك بانوفا في صحة الروايات التاريخية المقبولة وأحيانا تروي الآثار الباطلة التي تجعل عامة القراء لا يثقون بكل ما ورد في كتب التاريخ مثلا تقول عن جمال عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يذكر في الأساطير أن عبد الله كان له كمال لا مثيل له وكان يسبي عقول النساء ولذا ماتت في ليلة زفافه مائتا فتاة. (1) اهـ
ثم تقول: وإنما قصد تلك الأساطير تشريف لعبد الله وآمنة أبوي النبي صلى الله عليه وسلم وإشارة إلى صفاتهما الحميدة الفذة كالجمال والحسب. (2) اهـ
وكثير من الناس بعد سماع مثل هذا الشرح يشككون في صحة الأخبار عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم ظانين أنها مزينة بالأكاذيب والخرافات.
وهنا مثال آخر لموقف المستشرقة الروسية مما جاء في كتب التاريخ حيث تقول في وصف حجة الوداع: أعلن محمد قصده الحجَّ فانتشر هذا الخبر وأخذت حشود المسلمين تلحق به. يقال إن ستين ألف مسلم خرج من المدينة، وربما لم يكن هناك ستون ألفاً وكانوا ثلاثة آلاف فقط، إنا نفهم أن المؤرخين غاروا من شهرة النبي صلى الله عليه وسلم. (3) اهـ
والظاهر أن بانوفا لا تميز بين الروايات الصحيحة والضعيفة وتقبل الروايات التي توافق هواها والتي تحسبها معقولة. ومن هذا القبيل ردها لقصة وضع الحجر الأسود في مكانه حيث تقول: إن المؤرخين الأتقياء علقوا أهمية
__________
(1) نفس المصدر (ص 44) .
(2) المصدر نفسه (ص45) .
(3) المصدر نفسه (ص353) .

الصفحة 31