كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

على قصة محمد والحجر الأسود ولكننا لا نثق بها. وقد ثبت أن محمدا لم يتحدث عنها أبداً وذلك مما يدل على أنها تلفيق. (1) اهـ
وعند ذكر سبب نزول أول سورة عبس تشير المؤلفة إلى أقوال المفسرين بأنها نزلت في عبد الله بن أم مكتوم ثم تقول: وربما لم يكن في عهده رجل أعمى باسم عبد الله بن أم مكتوم، ومن المعلوم أن الرواة الذين تحدثوا عن أقوال محمد وأفعاله لم يتركوا سطرا من القرآن إلا فسروه، والآن لا نستطيع أن نوضح هل الحادث الحقيقي وضع في أساس الآيات أو هذه الآيات هي التي أثارت الروايات؟ (2) اهـ.
ثم إن بانوفا لا تنكر الآثار الصحيحة عند أئمة المسلمين فحسب بل تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم الأقوال التي لا يشك المسلم في بطلانها، تقول: روي عن محمد أن الله قال: يا أيها الإنسان! احفظ ما آمرك به فتصبح مثلي، تقول للشيء كن فيكون. (3) اهـ وكأنها لم تسمع بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
وفي كثير من المواضع تفتري هذه المستشرقة بأن القرآن ليس كتاب الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم نسبه إلى الله جورا وكذبا، وتستدل على ذلك بقصة الغرانيق المشهورة حيث تقول: إن النبي سمى آلهة المشركين ملائكة فسجد المشركون لله رضا بما يقول ثم تشرح ذلك بقولها: بعد ما زال الفرح فهم محمد أنه
__________
(1) المصدر نفسه (ص118) .
(2) المصدر نفسه (ص215 – 216) .
(3) المصدر نفسه (ص129) .

الصفحة 32