كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

ارتكب خطأً كبيراً. إن هذه الخطوة مكَّنته من تفريق جماعة المشركين وتأمين مصالح المسلمين، ولكنها لم تُمِلْ قريشاً إلى الإسلام لأن الإيمان بالله وحده لايتفق مع هذه الآلهة بنات الله التي اعترف بها محمد حرصا على حل وسط مع قريش. ويمكن القول أن محمداً تناقض مع نفسه، فبدا له أن هذه المشكلة لا حل لها، ولكنها انحلت بعد نزول الآيات التالية فأُوحي إليه أن الله ليس له يد في ذلك، وأن هذه الكلمات ليست من كتابه المحفوظ ولا من تنزيله، وأن الشيطان هو الذي خدعه وأوحى إليه. (1) اهـ
ونجد هذه المستشرقة تحاول دائما إثبات الخلافات بين أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فتقول مثلا: إن كبار الصحابة كأبي بكر وحمزة عدُّوا الشباب كعلي وزيد مزاحمين لهم. (2) اهـ
وفي شرحها لقوله تعالى: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 52] تقول المؤلفة: يبدو لنا أن بعض أتباع محمد كانت لهم سمعة سيئة بين العرب فأعلن محمد أن إيمانهم بالله وتوبتهم النصوح كفارة لذنوبهم السابقة، والمسلمون طووها في صفحة النسيان، ولكن المشركين ما حسبوا الذنوب الفاحشة تُمحى بالصلاة والإيمان وربما اعترض طائفة من المسلمين على أن محمدا يقبل الناس في صفوف أمته بلا تمييز. (3) اهـ
__________
(1) المصدر نفسه (238 -239) .
(2) المصدر نفسه (ص265) .
(3) المصدر نفسه (ص287– 288) .

الصفحة 33