كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

وتتبجح على قوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] وغيرها من الآيات، التي تصف الصحابة الكرام تقول المؤلفة: إن التآخي الإجباري خيّب آمال محمد وقلما ترقت هذه الأحلاف إلى صداقة متينة. (1) اهـ
وتدعي المستشرقة أن المسلمين في بعض الأحيان عاملوا النبي صلى الله عليه وسلم بخشونة بل تقول: إن بين محمد وزوج ابنته عليٍّ خلافات متواصلة بدا أثرها في القرآن على نحو غير واضح، مما جعل كثيرا من المسلمين يعاملون علياً وفاطمة ابنة النبي بكراهة غير خفية. (2) اهـ
ثم إن بانوفا تصف الصحابة بالجشع والطمع والأثرة والنزع إلى سفك الدماء والميل إلى الثأر والحرص على القرب من النبي صلى الله عليه وسلم لأجل المال والسلطة. ومن هذا القبيل شرحها لحالة المسلمين بعد ولادة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم تقول: إن محمدا فرح فرحا شديدا، ولم يشاركه أحد في ذلك. وحزنت زوجاته اللاتي أهانتهن ولادة إبراهيم، حتى وجوه أصحابه الصادقين كانت عابسة؛ لأن فضائلهم كانت تستصغر بجانب ابن النبي. بل إن ولادة إبراهيم أغمَّت فاطمة وعليا لأن الحسن والحسين أضاعا مزية في كونهما وارثي النبي. (3) اهـ
__________
(1) المصدر نفسه (ص351) .
(2) المصدر نفسه (ص472) .
(3) المصدر نفسه (ص529) .

الصفحة 34