كتاب الإهتمام بالسيرة النبوية باللغة الروسية

ولا تزال بانوفا تتبع الظن وتفتري على الصحابة حتى تقول عند وصف آخر الأيام قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: لم يستطع محمد أن يمشي إلى المسجد فحاول عمر أن يصلي بالناس إماما، ولكن المؤمنين لم يقبلوه فكلف محمد أبا بكر بالإمامة في الصلاة وربما لم يفعل ذلك لأن المسلمين شعروا بقرب موته فذهب عنه سلطانه. (1) اهـ
وتظهر هذه الكلمات مدى ما أشرب قلبها من بغض للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، مع ما فيها من كذب ووقاحة، ولها من مثله الكثير في هذا الكتاب. من ذلك تحريفها لما حدث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث تقول: إن النبي الميت تُرك في بيت عائشة، وفي تلك الليلة تبين من ينازع على الحكم: علي جمع حزبه في بيت فاطمة، ونصره الزبير وطلحة، واجتمع الأنصار حول سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة مدججين بالسلاح. وتفرق بقية المهاجرين إلى حزب أبي بكر وحزب عمر. واعترف عمر أن التفرقة بين المهاجرين أرهبته، وكان هو لا يريد خلافة علي فاجتمع مع أبي بكر. (2) اهـ
ويشعر القارئ بلذع كلامها عند وصفها لغزوة أحد حيث تقول بعد إشارة إلى حرص الصحابة على الغنائم: حزن النبي لما وجد أكثر المسلمين لا يجاهدون لدينهم، ولكن لأجل الغنائم ونعيم الدنيا. اهـ
وهي تعتمد على بعض الروايات الضعيفة الموجودة في كتب بعض الفرق الضالة، منها ما روي عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: إن هذا أخي ووليي وخليفتي فاسمعوا له وأطيعوا. وهذا حديث لا يُستدل بمثله، وقد ضعَّفه العلماء رحمهم الله. ذكره ابن كثير في تفسيره. (3)
__________
(1) المصدر نفسه (ص561) .
(2) المصدر نفسه (ص563) .
(3) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/464) .

الصفحة 35