كتاب الاهتمام بالسيرة النبوية باللغة الفرنسية (عرض وتحليل)

من جهة أخرى فإن ثمة علاقة وصلة متميزة تربط بين فرنسا والعالم العربي إذ أقدم الفرنسيون منذ قرون على تعلم اللغة العربية وتعليمها استجابة لظروف الاحتكاك بين فرنسا والمنطقة العربية وكذلك تلبية للحاجيات والمصالح والمطامع الاستعمارية، ومنذ القرن الثامن الميلادي كانت أبواب الأندلس العربية قريبة من فرنسا فكان التواصل عن طريق معاهد الترجمة متناميا، وكان بعض المستشرقين القدامى "ابتداء من ق 15 م" عارفين باللغة العربية، فتطور تعليمها وتعلمها مع الزمن، ودعت الحاجة إلى اكتشاف أغوار المشرق الساحر إلى تعلم العربية مما دفع قدما بمستوى الاهتمام بالثقافة العربية وبخاصة في العصر الحديث حيث أسهم وجود نسبة كبيرة من المهاجرين العرب في فرنسا وبلجيكا وغيرهما إلى تفعيل الكتابة في العالم العربي باللغة الفرنسية. ومع تزايد المصالح الفرنسية في المنطقة العربية كان من المتوقع أن توجه فرنسا اهتمامها المعرفي لكشف أسرار الحضارة والفكر الإسلاميين.
وفي العقود الأخيرة بدا أن التعاون الفرنكوفوني مع الدول العربية الناطقة بالفرنسية "المغرب –الجزائر-تونس-لبنان-سوريا…" قد ساعد بقوة على دعم الكتابة باللغة الفرنسية والترجمة منها وإليها، كما أن استقرار نخبة من العلماء والمفكرين والكتاب بالدول الفرنكوفونية ممن اتخذوا اللغة الفرنسية وسيلة للتعبير قد أسهموا في الكتابة عن الثقافة العربية والإسلامية باللغة الفرنسية، وهذه الاعتبارات كلها تؤكد أهمية بحث موضوع: الاهتمام بالسيرة النبوية باللغة الفرنسية.
ج- بدايات الاهتمام بالسيرة النبوية باللغة الفرنسية:
من الصعب جدًّا تحديد تاريخ معين لبداية الاهتمام بوقائع السيرة النبوية

الصفحة 3