كتاب دراسات إسبانية للسيرة النبوية

دراسات إسبانية للسيرة النبوية
د. محمد برادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
1- تمهيد:
جاء الصادق الأمين في حياة الناس ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويعيد التوازن بعدما فشا في الأرض الكذب والبهتان، وتعددت الآلهة وطرق التقرب إليها. فكان مفتاح الخير والدال على الصراط المستقيم. وقد لخص الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب كل ما نريد أن نقوله منذ حوالي ألف وأربعمائة سنة، حينما كان ناطقا رسميا للمسلمين عند النجاشي فقال له: " أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل منا القوي الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور …" فعدد عليه أمور الإسلام - (1) . من أجل كل هذه الخصال درستُ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وترجمتُ بعضَها عمليا عندما كنت أدرس بديار الأندلس عسى أن أغير فكرة بعض الغربيين عن الإسلام والمسلمين. فرسالة الإسلام في الغرب
__________
(1) صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم، 1996 م، دار المؤيد، ص 95.

الصفحة 1