كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 4)
في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وحرزًا للأمِّيِّين، أنت عبدي ورسولي سمَّيتك المتوكِّل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخَّاب (¬١) في الأسواق؛ ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه اللَّه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فيفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غُلفًا (¬٢).
وفي الصحيحين من حديث عبد اللَّه - ابن مسعود رضي اللهُ عنه -: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له: «اقرَأ عَلَيَّ» قلت: يا رسول اللَّه آقرأ عليك وعليك أُنزل؟ ! فقال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «نَعَم»؛ فقرأتُ سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (٤١)} [النساء]؛ قال: «حَسْبُكَ الآنَ»، فالتفتُّ إليه: فإذا عيناه تذرفان (¬٣).
ومن أسباب لين القلب: الإكثار من ذكر اللَّه وقراءة القرآن، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب (٢٨)} [الرعد].
وقال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: ٢١].
ومنها إطعام المسكين ومسح رأس اليتيم، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ
---------------
(¬١) وهو رفع الصوت بالخصام.
(¬٢) ص: ٩٥٠ برقم ٤٨٣٨.
(¬٣) ص: ١٠٠١، برقم ٥٠٥٠، وصحيح مسلم ص: ٣١٣، برقم ٨٠٠.