كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 4)

يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا» (¬١).
قال الشاعر:
وأحسبُ الناسَ لو أَعْطَوا زكاتَهمُ ... لَمَا رأيتَ بَني الإعدامِ شاكينا
وكذلك الصدقة والإنفاق على الفقراء والمساكين والأقارب والمحتاجين، فإن اللَّه يدفع بذلك شرورًا عظيمة، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا تُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ» (¬٢).
سادسًا: إخراج القنوات الفضائية السَّيِّئة التي تنشر الرذائل وتدعو إليها وتحارب الفضائل وتقلل من شأنها فكم هُتِكَتْ من أعراض، وكم ضُيِّعَتْ من صلوات بأسبابها؟ !
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» (¬٣). وهذه الرعاية تشتمل الرعاية الكبرى والرعاية الصغرى، وتشمل رعاية الرجل في أهله؛ يقول النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (¬٤)؛ وعلى هذا فمن مات وقد خلف في بيته شيئًا من صحون الاستقبال، «فإنه قد مات وهو غاش
---------------
(¬١) سبق تخريجه.
(¬٢) جزء من حديث في سنن الترمذي ص: ٤٢٥، برقم ٢٦١٦، قال الترمذي عنه: حديث حسن صحيح.
(¬٣) صحيح البخاري ص: ١٣٦٤، برقم ٧١٥، وصحيح مسلم ص: ٨١، برقم ١٤٢، واللفظ له.
(¬٤) صحيح البخاري ص: ١٧٩، برقم ٨٩٣، وصحيح مسلم ص: ٧٦٣، برقم ١٨٢٩.

الصفحة 34