كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

مُعْرِضِين (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَة (٥٠) فَرَّتْ مِن قَسْوَرَة (٥١)} [المدثر]. أي: كأنهم الحمر الوحشية التي تفر من أسد يريد صيدها.
ومنها الأنذار عن الصاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، قال تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُود (١٣)} [فصلت].
ومنها المعيشة الضنك والعمى، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤)} [طه].
ومنها إدخاله العذاب الشديد، قال تعالى: {وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (١٧)} [الجن].
ومنها تقييض القرناء من الشياطين، قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِين (٣٦)} [الزخرف].
إلى غير من النتائج السيئة والعواقب الوخيمة الناشئة للإعراض عن التذكير بآيات اللَّه (¬١). اهـ.
وهذا الإعراض الذي ذمه اللَّه هو إعراض الكفار والمنافقين عن سماع القرآن والسنة.
وذكر أهل العلم أن من نواقص الإسلام العشرة التي تخرج العبد من دائرة الإسلام: الإعراض عن دين اللَّه لا يتعلمه ولا يعمل به، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُون (٢٢)} [السجدة]. والمراد بالإعراض هو الإعراض عن تعلم
---------------
(¬١) أضواء البيان (٤/ ١٨١ - ١٨٣)، بتصرف.

الصفحة 354