كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

بها إلى العذاب، وفي الحديث: «أَيَّتُهَا النَّفسُ الخَبِيثَةُ فِي الجَسَدِ الخَبِيثِ اخرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ» (¬١) (¬٢).
ومن فوائد الحديث:
أولاً: الإسراع بالجنازة وألا تؤخر وما يفعله بعض الناس من نقل الجنازة إلى أماكن بعيدة، أو تأخير الدفن لأيام، هذا كله خلاف السنة وجناية على الميت؛ أما إذا كان التأخير يسيراً لاجتماع الناس للصلاة عليه أو غير ذلك من المصالح فلا بأس.
ثانياً: إن الرجل الصالح ينتقل إلى دارٍ أفضل من داره وأهلٍ خيرٍ من أهله: روى البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدث: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ» (¬٣).
وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ لِأَهْلِهَا: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا؟ ! يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ،
---------------
(¬١) شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين (٤/ ٥٤٧).
(¬٢) (١٤/ ٣٧٧ - ٣٧٨) برقم ٨٧٦٩. وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(¬٣) ص: ١٢٤٨ برقم ٦٥١٢، وصحيح مسلم ص: ٣٦٨ برقم ٩٥٠.

الصفحة 360