كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 4)
فقرأها رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول اللَّه؟ قال: «الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ» (¬١).
وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ» (¬٢). فإذا كان هذا الوعيد الشديد لعموم المسبلين، ففي الصلاة أشد وأعظم؛ فقد روى أبو داود في سننه من حديث ابن مسعود رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَنْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ فِي صَلَاتِهِ خُيَلَاءَ، فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي حِلٍّ وَلَا حَرَامٍ» (¬٣).
خامسًا: المواظبة على صلاة النافلة في المسجد وهذا خلاف السنة، والمستحب أن تكون صلاة النافلة في البيت؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي اللهُ عنهما: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا» (¬٤).
وروى مسلم في صحيحه من حيث جابر بن عبد اللَّه رضي اللهُ عنهما قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إِذَا قَضَى أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا» (¬٥).
وروى ابن ماجه في سننه من حديث عبد اللَّه بن سعد رضي اللهُ عنه
---------------
(¬١) ص: ٦٨، برقم (١٠٦).
(¬٢) ص: ١١٣٢، برقم ٥٧٨٧.
(¬٣) صحّحه الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ١٢٦)، برقم ٥٩٥.
(¬٤) ص: ١٠٤، برقم ٤٣٢، وصحيح مسلم ص: ٣٠٧، برقم ٧٧٧.
(¬٥) ص: ٣٠٧، برقم ٧٧٨.