كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

ثم تحداهم على أن يأتوا بعشر سور ثم بسورة واحدة ثم أخبر أنهم لا يستطيعون ذلك لا في الحال ولا في المآل، قال تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَاتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين (٢٣) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين (٢٤)} [البقرة].
ومن معجزاته العظيمة: الإسراء والمعراج فقد أُسريَ به إلى المسجد الأقصى على دابة يقال لها: البراق وهو أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل وصلى ركعتين في المسجد الأقصى ثم عرج به إلى السماء والتقى بالأنبياء آدم وموسى وعيسى وهارون وغيرهم، حتى وصل إلى سدرة المنتهى وسمع صريف الأقلام وكلمه ربه وفرضت عليه الصلوات الخمس ثم هبط إلى المسجد الأقصى وهبط الأنبياء معه (¬١). قال ابن كثير: «والذي يظهر أنه صلى بهم صلاة الصبح وهنا ظهر شرفه وفضله على جميع الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم ثم أخبر قريش بالخبر فكذبوه وقالوا: إن كنت صادقاً فصف لنا بيت المقدس وكانوا يذهبون إليه ويعرفونه» (¬٢)، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، قَالَ: فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي
---------------
(¬١) تفسير ابن كثير بتصرف (٨/ ٤٣١).
(¬٢) تفسير ابن كثير بتصرف (٨/ ٤٣١).

الصفحة 391