كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 4)
قال: سألت رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيُّما أفضل: الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ قال: «أَلَا تَرَى إِلَى بَيْتِي مَا أَقْرَبَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ ! فَلَأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً» (¬١)، ولا بأس أن يصلي النافلة في المسجد أحياناً إلا أن السنة الغالبة صلاتها في البيت وهو أفضل كما دلت على ذلك الأحاديث المتقدمة.
سادسًا: رفع بعض المصلين أصواتهم في القراءة السرية أو في بعض أذكار الصلاة، وهذا يشوش على الباقين صلاتهم، وقد ورد النهي عن ذلك؛ قال تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا (١١٠)} [الإسراء].
روى مالك في الموطأ من حديث البياضي رضي اللهُ عنه: أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرج على الناس وهم يصلُّون، وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: «إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ بِمَا يُنَاجِيهِ بِهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» (¬٢).
سابعًا: إدخال بعض المصلين أجهزة الجوال إلى المساجد: وبها نغمات موسيقية، وهذه النغمات لا تجوز خارج المسجد، فكيف بالمسجد? ! قال تعالى: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب (٣٢)} [الحج].
روى البخاري في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري رضي اللهُ عنه:
---------------
(¬١) ص: ١٥٢، برقم ١٣٧٨، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل (٢/ ١٩٠).
(¬٢) ص: ٥٣، برقم ٢١٨، وقال محققه: حديث صحيح.