كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

أَجْرِهِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ» (¬١).
ومنها قيام الليل، قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون (١٦) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون (١٧)} [السجدة].
روى الترمذي في سننه من حديث أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلْإِثْمِ» (¬٢).
وروى الطبراني في المعجم الأوسط من حديث سهل بن سعد قال: جاء جبريل إلى النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: «يَا مُحَمَّدُ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعلَم أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ» (¬٣).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «وصلاة الليل في رمضان لها فضيلة ومزية على غيرها، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَن قَامَ رَمَضَان إِيمَاناً وَاحتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ» (¬٤). وقيام رمضان شامل للصلاة من أول الليل وآخره وعلى هذا فالتراويح من قيام رمضان فينبغي الحرص عليها والاعتناء
---------------
(¬١) (٢٨/ ٢٦١) برقم ١٧٠٣٣. وقال محققوه: صحيح لغيره.
(¬٢) ص: ٥٥٨ برقم (٣٥٤٩)، قال أبو عيسى الترمذي: وهذا أصح من حديث أبي إدريس عن بلال، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٣/ ١٧٨) برقم (٣٨٠١).
(¬٣) (٤/ ٣٠٦) برقم: ٤٢٧٨، وقال المندري في كتابه الترغيب والترهيب (١/ ٤٨٥): إسناده حسن.
(¬٤) ص: ٣٨٠ برقم ٢٠٠٩، وصحيح مسلم ص: ٢٩٩ برقم ٧٥٩.

الصفحة 400