كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

ظاهراً ولا باطناً لا سراً ولا علناً فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة (¬١). أما أبو لهب فقد مات شر ميتة وانتقم اللَّه لنبيه منه.
قال ابن إسحاق: بعد غزوة بدر بعدة ليال أُصيب بمرض العدسة (¬٢). فمات وخاف أولاده أن يقتربوا منه ليدفنوه فيصابوا بالمرض فتركوه ثلاثاً حتى أنتن فقال رجل من قريش: ويحكم ألا تستحيان ادفنوا أباكم فقالوا: نخشى من هذه القرحة فقال: أنا أُعينكم فأخرجوه إلى الصحراء فو اللَّه ما غسلوه إلا قذفاً بالماء من بعيد ما يدنون منه ثم احتملوه إلى أعلى مكة فأسندوه إلى جدار ثم رموه بالحجارة (¬٣)، وإلى جهنم وبئس المصير (¬٤).
والحمد للَّه رب العالمين وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
---------------
(¬١) تفسير ابن كثير (١٤/ ٤٩٩).
(¬٢) بثرة تشبه العدسة تخرج في مواضع من الجسد تقتل صاحبها غالباً وهي من البثور المعدية شبهها بعض المعاصرين بمرض الجدري.
(¬٣) عيون الأثر لابن سيد الناس (١/ ٤١٠).
(¬٤) انظر تفسير جزء عم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ص: ٣٤٩ - ٣٥٢.

الصفحة 431