كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 5)

قال ابن كثير: «ومنهم سابق بالخيرات هو الفاعل للواجبات والمستحبات التارك للمحرمات والمكروهات، وبعض المباحات»، وقال ابن عباس: «السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يدخل الجنة برحمة اللَّه، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد عليه الصلاة والسلام» (¬١).
ثانياً: المسارعة بقضاء الفرائض والواجبات فيه إبراء للذمة. روى الإمام أحمد في مسنده من حديث الفضل بن عباس رضي اللهُ عنهما أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ فَإِنَّهُ قَدْ تَضِلُّ الضَّالَّةُ وَيَمْرَضُ الْمَرِيضُ وَتَكُونُ الْحَاجَةُ» (¬٢).
ثالثاً: المبادرة بالأعمال الصالحة في أول أوقاتها أفضل من تأخيرها إلا لمن استثناه الدليل. ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سئل: أي العمل أفضل؟ قال: «الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا» (¬٣).
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا» (¬٤).
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
---------------
(¬١) تفسير ابن كثير (١١/ ٣٢٢ - ٣٢٣).
(¬٢) (٣/ ٣٣٢) برقم ١٨٣٣، وقال محققوه: حديث حسن.
(¬٣) ص: ١٢١ برقم ٥٢٧، وصحيح مسلم ص: ٦٢ برقم ٨٥.
(¬٤) ص: ١٣٤ برقم ٦١٥، وصحيح مسلم ص: ١٨٦ برقم ٤٣٧.

الصفحة 448